آسيا/باكستان – "قضية المجدف الذي أحرق حياً على المحك": الجناة بلا عقاب، ورفض الإعدام خارج إطار القانون

السبت, 14 يوليو 2012

لاهور (وكالة فيدس) – حتى الآن، لم يُعتقل الجناة الذين أحرقوا في الخامس من يوليو رجلاً مسلماً يدعى غلام عباس ويرجح أن يكون مختلاً عقلياً بعد اتهامه بالتجديف في تشاني غوت، بأبرشية مولتان في جنوب البنجاب. وفي التفاصيل أن مجموعة مؤلفة من أكثر من 1000 إسلامي قامت باقتحام مركز الشرطة المحلية، موقعة جرحى في صفوف الموظفين، وأخذت الرجل إلى الشارع وصبت عليه البنزين وأحرقته حياً. ووفقاً للمعلومات التي تلقتها فيدس، فإن المجتمع المدني والزعماء المسيحيون يشعرون بخيبة أمل وبالقلق حيال عدم التعرف على أي مذنب أو توقيفه بعد مرور عشرة أيام على وقوع هذه الجريمة الشنعاء، على الرغم من التحقيقات التي أمر الرئيس الباكستاني علي زرداري بإجرائها، ومن الشكوى التي قدمت للشرطة. وتشير مصادر فيدس إلى أن هذا الموقف يهدد بـ "المصادقة على الإعدام خارج إطار القانون" ويعطي شعوراً بـ "الإفلات من العقاب" للذين "يقومون بأخذ العدالة بأيديهم".
وقد شجب زعماء المجتمع المدني صمت حكومة البنجاب الإقليمية وتقاعس الشرطة حيال الجناة. ويقول المسيحي سارفراز كليمان، منسق المنظمة غير الحكومية "العمل على مكافحة الفقر": "إن عدم اعتقال الشرطة لأي شخص بعد هو أمر مستغرب". لفيدس أيضاً، يقول الراعي البروتستانتي المسيحي موستاك غيل، رئيس الجمعية الإنجيلية الشرعية: "بعض المنظمات الإسلامية المتطرفة معنية في هذه الجريمة، لذلك من الصعب جداً أن تلاحقها السلطات. إضافة إلى ذلك، ارتكبت الجريمة على يد مجموعة غاضبة ومن الصعب تحديد مجرم واحد. ففي الحالات الأخرى التي شهدت عنفاً جماعياً، أفلت المجرمون من العقاب".
وبحسب مصادر فيدس، تتتالى في باكستان محاولات إعدام المجدفين خارج نطاق القانون. ففي فيصل أباد (البنجاب)، أنقذت الشرطة مؤخراً رجلاً متهماً بالتجديف كان قد تعرض للضرب على يد جماعة حرضتها المنظمة المتطرفة " Dawat Tehreek-e-Islami". وخلال الشهر الفائت، اقتحمت مجموعة مسلمة مركزاً للشرطة في كويتا (بالوشستان) في محاولة لرجم رجل متهم بالتجديف. فردت الشرطة بقنابل مسيلة للدموع وإطلاق نار لإعادة النظام، وقتل طفلان خلال أعمال الشغب. وفي كراتشي (السند)، تعرض رجل مسلم متهم بالتجديف ومسجون بسبب قضية مخدرات، لعدة محاولات قتل على يد سجناء مسلمين آخرين. فوضعته الشرطة في زنزانة منفصلة لحمايته. (وكالة فيدس14/7/2012).


مشاركة: