لبابا في القايلة العامة يتحدث عن امبروسيوس اوتبير: "عرف اوتبير أن يفهم أنه لا يمكن التعرف على الله فقط من خلال البحث اللاهوتي البسيط، وحدها المحبة توصلنا إليه"

الخميس, 23 أبريل 2009

حاضرة الفاتيكان (ةمالة فيدس) - توقف البابا بندكتس السادس عشر يوم الأربعاء 22 ابريل عند الحديث عن شخصية امبروسيوس اوتبير، الشخصية المجهولة، غير ان كتاباته – قال البابا – "ساعدت على اكتشاف كنز لاهوتي وروحي ثمين، حتى في أيامنا".
ولد امبروسيوس اوتبير في بروفينسا، ولعب دوراً في تنشئة امبراطور المستقبل، شرلمان. وبعد أن زار دير القديس فينتشينسو البندكتي، في فولتورنو، في دوقية بينيفينتو قرر امبروسيوس اعتناق الحياة الدينية، ودخل ذلك الدير، حيث تنشأ لاهوتياً وروحياً. تم انتخابة أباتي على الدير، وعلى اثر انتخابه، وبسبب رفض بعض الرهبان الايطاليين، تنحى امبروسيوس عن منصبه وانتقل الى سبوليتو، حيث كانت تحت حماية شرلمان. قُتل خلال رحلته الى روما للشهادة أمام البابا، عام 784. كان امبروسيوس اوتبير راهباً وأباتي خلال حقبة وسمها التوترات السياسية الشديدة، والتي كان لها صداها أيضاً في الأديار. فقد تكلم هو نفسه عن ذلك في كتاباته. فقد أدان التناقض بين جمال الدير الخارجي، وكسل الرهبان : وهنا بالطبع كان يتحدث عن ديره. كتب "الصراع بين الرذيلة والفضيلة، أراد من خلاله أن يعلم الرهبان بطريقة حسية كيفية مواجهة الصراع الروحي يوماً بعد يوم". في هذا العمل عن الصراع بين الرذيلة والفضيلة، يضع اوتبير نبذ العالم ضد الجشع. نبذ العالم لا يعني نبذ الخليقة وجمال وصلاح الخليقة والخالق، بل إنه نبذ النظرة الخاطئة للعالم، التي تتجسد في الجشع. الجشع يشجع الانسان على التفكير بأن التملك هو القيمة الأسمى في الوجود. وهكذا فإن الجشع يزيف خليقة العالم ويدمر العالم. ويشير اوتبير في كتاباته الى أن الجشع والطمع الموجود في المجتمع، موجود أيضاً في نفوس الرهبان؛ "من تراب الأرض ينبت الشوك من مختلف الجذور؛ أما في قلب الانسان، فكل الرذائل تأتي من مصدر واحد، الجشع". عبارة آنية – قال بندكتس السادس عشر - في ظل الازمة الاقتصادية الحالية.
وقال البابا إن أهم عمل لامبروسيوس هو تعليقه على سفر الرؤيا: فهو أول تعليق في العالم اللاتيني عن آخر سفر في الكتاب المقدس. من خلال مصدره الأساسي، تعليق الأسقف بريماسيو أردوميتانو، من منتصف القرن السادس، تعرف أوتبير على تفسير سفر الرؤيا الذي تركه الافريقي تيكونيو، الذي سبق القديس اغسطينوس بجيل. تيكونيو – أضاف البابا - لم يكن كاثوليكياً، غير أنه كان لاهوتياً كبيراً. في هذا التعليق يرى سر الكنيسة يتجلى في الرؤيا. كان تيكونيو مقتنعاً بأن الكنيسة كانت جسداً ذات قسمين. القسم الاول – يقول – ينتمي للمسيح، وأما القسم الآخر فينتمي للشيطان... في قراءته للرؤيا، لم يركز اوتبير على مجيء المسيح الثاني في نهاية الأزمنة، بل على نتائج مجيئه الأول في الكنيسة، التجسد من العذراء مريم...في نطاق البعد الزهدي الذي يحيط بكل مسيحي، ينظر اوتبير الى مريم كمثال الكنيسة، مثال للجميع، لأن المسيح يولد فينا وبيننا. "العذراء الطوباوية- يقول - تلد كل يوم شعوباً جديدة، منها يتكون جسم الوسيط." تكريمه الكبير لمريم ومحبته العميقة لها استقبقا التصوف الفرنسيسكاني والقديس برناردوس، وهو لا يفصل بين مريم وسر الكنيسة. ومن هذا المنطلق، وبحق، لقب بالخبير في اللاهوت المريمي في الغرب. في الصلاة الجميلة التي ينهي فيها تعليقه على الرؤيا مشدداً على اولوية المحبة في كل بحث لاهوتي، يتوجه الى الله بهذه الكلمات: "عندما نبحث عنك في الفكر، لا يمكننا اكتشافك، وعندما نحبك، نصل إليك".
في الختام قال البابا إن امبروسيوس فهم ما معنى أن يكون كاثوليكياً، أن يكون مسيحياً، أن يعيش كلمة الله، وأن يدخل في سر والدة الله. وبكل معرفته اللاهوتية وعمقه العلمي، عرف اوتبير أن يفهم أنه لا يمكن التعرف على الله فقط من خلال البحث اللاهوتي البسيط، وحدها المحبة توصلنا إليه. فلنصغ الى هذه الرسالة، ولنصل للرب ليساعدنا على عيش سر الكنيسة اليوم، في زمننا الحاضر.
في ختام المقابلة العامة، وفي تحيته بلغات مختلفة، وجه البابا تحية الى الشباب في مركز القديس لورنسو الدولي، بمناسبة ال1كرى السنوية الخامسة والعشرين لتسلمهم صليب الأيام العالمية من البابا يوحنا بولس الثاني. وقال البابا "استمروا في حمل الصليب الى كل بقاع الأرض، لكي تكتشف الاجيال الجديدة رحمة الله ويعيدون احياء الرجاء بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات. (وكالة فيدس 23-03-2009)


مشاركة: