رسالة بندكتس السادس عشر لليوم السادس والأربعين للصلاة من أجل الدعوات: صلوا! نداء الرب يظهر كيف انه على الصلاة من اجل الدعوات ان تكون بلا انقطاع"

الأربعاء, 1 أبريل 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من اجل الدعوات للكهنوت والحياة المكرسة الذي سيحتفل به في الاحد الرابع من الفصح، تدعو رسالة البابا الى التامل حول موضوع : ""الثقة في مبادرة الله والاستجابة البشرية". إن إرشاد يسوع لتلامذته يرجع الصدى في الكنيسة من غير انقطاع: "فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل عمالاً إلى حصاده!" (مت 9، 38). صلوا! تظهر دعوة الرب الملحة أنه يجب على الصلاة من أجل الدعوات أن تكون دائمة وواثقة."

وقال البابا في رسالته "إن الدعوة إلى الكهنوت والحياة المكرسة تشكل هبة إلهية استثنائية تندمج في مخطط المحبة والخلاص الكبير الذي رسمه الله لكل إنسان وللبشرية جمعاء... "من خلال الدعوة العامة إلى القداسة، تتضح المبادرة الخاصة لله الذي اختار البعض ليتبعوا ابنه يسوع المسيح عن قرب ويكونوا خدامه وشهوده المحظوظين. وتابع البابا قائلاً إنه "صحيح أننا نلاحظ في بعض مناطق العالم نقصاً مقلقاً في أعداد الكهنة، وقيام صعوبات وعوائق على درب الكنيسة، إلا أننا ثابتون من خلال ثقتنا الراسخة بأن الرب يرشد الكنيسة بأمان على دروب التاريخ نحو بلوغ ملكوته، هو الذي يختار بحرية ويدعو إليه أشخاصاً من كل الثقافات والأعمار." ودعا قداسته الى الصلاة من دون انقطاع "لكيما تتحقق هذه المبادرة الإلهية في العائلات والرعايا، في الحركات والجمعيات الملتزمة بالتبشير، ضمن الجماعات الدينية وفي كافة بنيات الحياة الأبرشية". وذكر الاب الاقدس بتعليم الكنيسة الكاثوليكية الذي يذكرنا بدقة بأن "مبادرة الله المطلقة تتطلب استجابة الإنسان المطلقة".

مستشهداً بما قاله يوحنا بولس الثاني "الكنيسة تلقت سر الافخارستيا من المسيح ربها ليس كهبة ثمينة تكون في عداد الهبات الأخرى، وإنما كهبة بامتياز، لأنها هبة ذاته، وشخصه في إنسانيته المقدسة، وعمله الخلاصي"، قال بندكتس السادس عشر انه في سر الافخارستيا، الهبة التامة التي تحقق مخطط المحبة بغية فداء العالم، يضحي يسوع بنفسه طوعاً من أجل خلاص البشرية، مشيراً الى ان "الكهنة مدعوون إلى إدامة هذا السر الخلاصي على مر العصور حتى عودة الرب المجيدة، وبإمكانهم من خلال المسيح القرباني التأمل في النموذج التام "للحوار الدعائي" بين مبادرة الآب المطلقة واستجابة المسيح الواثقة". "إن إدراك خلاصنا بمحبة المسيح التي يغذيها كل قداس لدى المؤمنين وبخاصة لدى الكهنة لا يمكنه سوى أن يحثنا على توكل واثق على المسيح الذي بذل حياته من أجلنا. إن الإيمان بالرب وقبول تضحيته الذاتية يرشداننا إذاً إلى التوكل عليه بقلب شاكر، ومشاركته في مخططه الخلاصي. عندما يحصل ذلك، يتخلى "المدعو" عن كل شيء بطيبة خاطر وينخرط في مذهب الرب السماوي؛ فينشأ حوار مثمر بين الله والإنسان، ويحصل لقاء سري بين محبة الرب الداعية وحرية الإنسان التي تستجيب له في المحبة فيما يسمع كلمات يسوع في داخله: "ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وعينتكم لتنطلقوا وتنتجوا ثمراً ويدوم ثمركم" (يو 15، 16).

وانتقل البابا ليشرح اهمية التوصيلت الانجيلية. المجمع الفاتيكاني يذكر بأن "التوصيات الإنجيلية بالعفة المكرسة لله وبالفقر والطاعة، المبنية على أقوال الرب وأمثلته والتي يوصي بها الرسل والآباء والأحبار ورعاة الكنيسة، هي هبة إلهية حصلت عليها الكنيسة من ربها وتحتفظ بها دوماً بنعمتها" (نور الأمم، رقم 43)... اليوم أيضاً، يسلك العديد من الأشخاص درب الكمال الإنجيلي ويتممون دعوتهم من خلال المجاهرة بالتوصيات الإنجيلية. "من يستطيع اعتبار نفسه مستحقاً للانخراط في الخدمة الكهنوتية؟ - قال البابا -؛ من يستطيع فقط من خلال قواه البشرية الانضمام إلى الحياة المكرسة؟ من المفيد التذكير مجدداً بأن استجابة الإنسان للدعوة الإلهية ... لا تشبه أبداً الحساب الخائف الذي قام به العبد الكسول الذي خاف وطمر في الأرض الوزنة التي أوكلت إليه، بل يتم التعبير عنها من خلال انضمام فوري لدعوة الرب، تماماً كما فعل بطرس"... وهذه هي "الموافقة" السخية والكاملة التي أجابت بها العذراء في اتحادها المتواضع والحازم مع مشيئة العلي التي نقلها لها الملاك.

في الختام قال البابا في الرسالة: "لا تدعوا همتكم تخمد أمام الصعاب والشكوك؛ اتكلوا على الله واتبعوا يسوع بإخلاص لتكونوا شهود المحبة. اقتدوا بمريم العذراء التي طوبتها الأجيال لأنها آمنت، والتزموا بكل طاقتكم الروحية بتحقيق المشروع الخلاصي الذي وضعه الآب السماوي. (وكالة فيدس 01-04-2009)


مشاركة: