بندكتس السادس عشر في أنغولا (13) – اللقاء بالشبيبة "انتم بذرة وضعها الله في الارض، وتحمل في قلبها قوة الروح القدس"

الاثنين, 23 مارس 2009

لواندا (وكالة فيدس) - إن اللقاء مع الشباب هو ناجع للجميع! فهم يعانون بالتأكيد من مشاكل عديدة، إلا أنهم يحملون فيهم الكثير من الرجاء والحماسة والرغبة في انطلاقة جديدة. أيها الشباب الأعزاء، إنكم تحتفظون في داخلكم بديناميكية المستقبل!" بهذه الكلمات توجه بندكتس السادس عشر الى الشباب في استاد كوكيروس في لواندا، بعد ظهر السبت 21 مارس. وقال البابا للشباب: " بدايةً، أود أن أشكركم على هذا الاحتفال الذي تقيمونه لي، هذا الاحتفال الذي تشكلونه بحضوركم وفرحكم... كل التحية لجميع الشباب الكاثوليك وغير الكاثوليك الباحثين عن حل لمشاكلهم."

"أيها الأصدقاء الأحباء – قال البابا في خطابه -! إن الله يحدث الفرق... الله يجعلنا مختلفين ويجددنا! هذا هو الوعد الذي قطعه لنا... ففي صعوده إلى السماء ودخوله في الأبدية، أصبح يسوع المسيح رب كل الأزمنة. لذلك يمكنه أن يكون رفيقاً لنا في الوقت الحاضر فيحمل كتاب حياتنا في يده التي فيها يحمل الماضي بثبات، إلى جانب أصول وأسس وجودنا؛ ويحتفظ فيها بعناية تامة بمستقبلنا كاشفاً لنا عن أجمل فجر يضيء به حياتنا وهو القيامة في الله إن مستقبل البشرية الجديدة هو الله، وبداية كل ذلك هي كنيسته."

وتوجه البابا الى جميع المصابين بسنن الحرب والالغام: " إنني أرى هنا في الوقت عينه – إضافة إلى الآلاف غيرهم – شباب أنغوليين شوهتهم الحروب والألغام، أفكر في فيض الدموع التي ذرفها كثيرون من بينكم بسبب فقدان أفراد من عائلاتكم. من السهل جداً تخيل الغيوم الداكنة التي تملأ سماء أحلامكم الجميلة... الحياة الموجودة في البذار حسبما أوضح يسوع في مرحلة حاسمة من خدمته. إن المستقبل موجود في البذار لأن البذار تحمل في داخلها خبز المستقبل، حياة المستقبل. قد تبدو البذار بأن قيمتها زهيدة إلا أنها تشكل وجود المستقبل والوعد الملموس حالياً؛ فعندما تقع في الأرض الجيدة، تعطي ثلاثين ضعفاً، وستين، وأحياناً مئة.

وتابع البابا: " أصدقائي، أنتم بذار وضعها الله في الأرض، وهي تحمل في داخلها قوة لدنية، قوة الروح القدس. غير أن السبيل الأوحد للانتقال من وعد الحياة إلى الثمر يكمن في تقديم الحياة بمحبة والموت بمحبة... البذار التي تحييها قوة الروح الأزلي عينه، انفتحوا على نار سر القربان الذي تتحقق فيه وصية الرب: يبذل نفسه من أجلنا، فنستجيب له من خلال بذل أنفسنا للآخرين محبةً به. هذا هي طريق الحياة؛ إلا أنه من الممكن سلوكها فقط في ظل وجود حوار دائم مع الرب وحوار حقيقي بينكم. وامام ثقافة سهلة لا تساعد على عيش كلمة يسوع، دعا الباب الشباب الى عدم الخوف من ان يأخذوا " قرارات حاسمة لأنها الوحيدة التي لا تدمر الحرية بل تعطيها التوجيه الصحيح وتسمح بالتقدم وبتحقيق أمور عظيمة في الحياة. ليس للحياة قيمة من دون شجاعة المغامرة والثقة بأن الرب لن يترككم أبداً لوحدكم. أيتها الشبيبة الأنغولية، أطلقي في نفسك الروح القدس، قوة العلي!" (وكالة فيدس 23-03-2009)


مشاركة: