البابا في القداس الختامي للسينودس: "تشجعي! انهضي أيتها القارة الإفريقية، الأرض التي قبلت مخلص العالم عندما اضطر أن يلجأ مع يوسف ومريم إلى مصر لكي ينجو بحياته من اضطهاد هيرودس الملك. اقبلي بحماسة متجددة بشرى الإنجيل لكي يستطيع وجه المسيح أن يشع ببهائه في تنوع ثقافات ولغات شعوبك".

الاثنين, 26 أكتوبر 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – "تشجعي! انهضي أيتها القارة الإفريقية، الأرض التي قبلت مخلص العالم عندما اضطر أن يلجأ مع يوسف ومريم إلى مصر لكي ينجو بحياته من اضطهاد هيرودس الملك. اقبلي بحماسة متجددة بشرى الإنجيل لكي يستطيع وجه المسيح أن يشع ببهائه في تنوع ثقافات ولغات شعوبك". هذا هو النداء الذي وجهه البابا بندكتس السادس عشر في عظته خلال القداس الختامي لسينودس الأساقفة .
وقال البابا في عظته: "ما هي هذه الأرض؟ أليست ملكوت المصالحة، والعدالة والسلام التي دعيت إليها البشرية بأسرها؟ إن مشروع الله لا يتغيّر... إنها رسالة فرح لـ "بقية" أبناء يعقوب، تعلن مستقبلاً لهم، لأن الرب سيعيدهم إلى أرضهم، من خلال درب مستقيم وسهل". "إن مشروع الله لا يتبدل. عبر العصور وعبر تحولات التاريخ، يشير مشروع الله دومًا إلى الهدف عينه: إلى ملكوت الحرية والسلام للجميع. وهذا يعني الخيار التفضيلي لمن هو محروم من الحرية ومن السلام، لمن انتُهكت كرامته البشرية. نفكر بشكل خاص بإخوتنا وأخواتنا الذين يعانون في إفريقيا من الفقر، والأمراض، والظلم، والحروب، والعنف، والهجرة المفروضة فرضًا".
ورفع البابا الشكر لأجل "هذا "اللقاء السري بين فقرنا وعظمة" الله الذي تحقق في هذه الجمعية السينودسية من أجل إفريقيا والتي تختتم اليوم". لقد جدد الله دعوته: "تشدد وقم...". وكذلك الكنيسة الموجودة في إفريقيا، من خلال رعاتها، الآتين من كل دول القارة، من مدغشقر والجزر الأخرى، تلقت رسالة الرجاء والنور لتسير في السبل التي تؤدي إلى ملكوت الله. "إذهب! إيمانك خلصك". نعم، إن الإيمان بيسوع المسيح – عندما نفهمه بالعمق ونعيشه – يقود البشر والشعوب نحو حرية الحقيقة، أو، إذا ما أردنا استعمال كلمات موضوع السينودس، إلى المصالحة، العدالة والسلام. إن برطيماوس الذي نال الشفاء فتبع يسوع في الطريق، هو صورة البشرية المستنيرة بالإيمان والتي تسير نحو أرض الميعاد. يضحي برطيماوس بدوره شاهدًا للنور، ويخبر مبينًا أنه شفي، وتجدد، وولد من جديد." وتابع قداسته: "هذه هي الكنيسة في العالم: جماعة أشخاص نالوا المصالحة، وباتوا فعلة عدالة وسلام؛ "ملح ونور" في وسط مجتمع البشر والأمم. ولهذا شدد السينودس بقوة، وبيّن أن الكنيسة هي عائلة الله، التي لا يمكن أن يكون فيها انقسام على أساس عرقي، لغوي، أو ثقافي. لقد بينت لنا الشهادات المؤثرة أنه الروح القدس يعمل ويحول قلوب الضحايا والمضطهدين، حتى في أسوأ لحظات التاريخ البشري، فيعترفوا أنهم إخوة. إن الكنيسة المصالَحَة هي خميرة مصالحة جبارة في الدول المفردة وفي كل القارة الإفريقية.
"في هذه الأسابيع الثلاثة – أضاف بندكتس السادس عشر - ثبتت الجمعية الثانية الخاصة لأجل إفريقيا من سينودس الأساقفة ما تحدث عنه سلفي المكرم البابا يوحنا بولس الثاني، والذي أردت أن أتعمق به في رسالتي العامة التي صدرت مؤخرًا "المحبة في الحقيقة": أي أنه يجب أن تجديد نموذج النمو الجامع، بشكل يستطيع أن يتضمن "كل الشعوب وليس فقط تلك التي تملك الوسائل المناسبة. إن النظرة التي تبنتها الكنيسة دومًا في عقيدتها الاجتماعية بشأن الإنسان والمجتمع باتت الآن أمرًا تتطلبه العولمة أيضًا .
"انهضي، أيتها الكنيسة في إفريقيا، يا عائلة الله، وأصغي لدعوة الآب السماوي الذي كان أسلافك يدعونه كالخالق، قبل أن يتعرفوا على قربه الرحيم، الذي ظهر في ابنه الوحيد، يسوع المسيح. التزمي مسيرة تبشير جديد يتحلى بالشجاعة الآتية من الروح القدس. إن العمل التبشيري الطارئ الذي جرى الكلام عنه في هذه الأيام يتطلب دعوة ملحة للمصالحة، كشرط لا بد منه لإعادة العلاقات العادلة بين البشر في إفريقيا ولبناء سلام عادل ودائم يحترم كل شخص وكل الشعوب؛ سلام يحتاج لكل ذوي الإرادة الصالحة ولإسهامهم بغض النظر عن انتمائهم الديني، العرقي، اللغوي، الثقافي والاجتماعي. تشجعي! انهضي أيتها القارة الإفريقية، الأرض التي قبلت مخلص العالم عندما اضطر أن يلجأ مع يوسف ومريم إلى مصر لكي ينجو بحياته من اضطهاد هيرودس الملك. اقبلي بحماسة متجددة بشرى الإنجيل لكي يستطيع وجه المسيح أن يشع ببهائه في تنوع ثقافات ولغات شعوبك". (وكالة فيدس 26-10-09)


مشاركة: