رسالة البابا بندكتس السادس عشر المتلفزة الى المشاركين في قمة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية: "إن البيئة الطبيعية هي هبة من الله للجميع، واستخدامها يضع على عاتقنا مسؤولية شخصية نحو البشرية بأسرها، وبشكل خاص نحو الفقراء والأجيال المستقبلية"

الخميس, 24 سبتمبر 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) –بعث البابا بندكتس السادس عشر برسالة متلفزة الى المشتركين في قمة الأمم المتحدة في نيويروك، حول التغيرات المناخية. وتحدث البابا في رسالته عن "العلاقة بين الخالق وبيننا، كأوصياء على خليقته. ومن هذا المنطلق أود أن أقدم دعمي لزعماء الحكومات والوكالات الدولية، التي تلتقي في مقر الأمم المتحدة لمناقشة مسألة التغيرات المناخية الملحة. الأرض هي هبة ثمينة من الخالق، الذي صمم نظامها الداخلي، ووهبنا بهذا الشكل العلامات الموجهة التي يجب أن نراعيها كمدبري خليقته. وانطلاقًا من هذا المنطلق بالذات، تعتبر الكنيسة المسائل المتعلقة بالبيئة وبحمايتها كمسائل متعلقة بشكل حميمي بموضوع النمو البشري المتكامل. وقد أشرت إلى هذه الموضوعات أكثر من مرة في رسالتي العامة الأخيرة "المحبة في الحقيقة" مذكرًا بـ "الضرورة الأخلاقية الطارئة لتعاضد متجدد" (عدد 49) ليس فقط في العلاقات بين الدول، بل أيضًا بين الأفراد، لأن البيئة الطبيعية هي هبة من الله للجميع، واستخدامها يضع على عاتقنا مسؤولية شخصية نحو البشرية بأسرها، وبشكل خاص نحو الفقراء والأجيال المستقبلية (راجع عدد 48).
وشدد البابا على إهمية أن تعرف الجماعة الدولية والحكومات المفردة "أن تقدم الإشارات الملائمة لمواطنيها لكي يواجهوا بشكل فعال أساليب استخدام البيئة المضرة! لا بد من الاعتراف بشفافية بالمصاريف الاقتصادية والاجتماعية التي تنتج عن استخدام الموارد البيئية المشتركة، ولا بد أن يقع عبؤها على من يستخدمها، وليس على شعوب أخرى أو أجيال مستقبلة. تتطلب حماية البيئة، والحفاظ على الموارد وعلى المناخ من المسؤولين الدوليين أن يعملوا بشكل مشترك على احترام القانون والتعاضد، وخصوصًا نحو المناطق الأضعف في الأرض(راجع عدد 50).
"نستطيع سوية – تابعت الرسالة - أن نبني نموًا بشريًا متكاملاً لصالح الشعوب الحاضرة والمستقبلة، نموًا يستوحي قيم المحبة في الحقيقة. "ولكي يتحقق ذلك، لا بد من أن يتحول النموذج الحالي للتنمية العالمية، من خلال عملية قبول على نطاق أوسع للمسؤولية تجاه الخليقة. وهذا أمر ضرورية ليس لعوامل بيئة وحسب، وإنما للقضاء على الجوع والبؤس البشري أيضاً".
في الختام شجع البابا المشاركين في اللقاء "على الدخول بشجاعة سخية في نقاشات بناءة. جميعنا مدعو الى تحمل المسؤولية كمدبرين للخليقة، والى استعمال الموارد بطريقة تؤهل كل فرد وكل جماعة من العيش بكرامة، ولا بد من تنمية "ذلك العهد بين الكائن البشري والبيئة، الذي يجب أن يكون مرآة حب الله الخالق" (وكالة فيدس 25-09- 2009)


مشاركة: