بندكتس السادس عشر للاكاديميا الحبرية للحياة: "كل تمييز تقوم به اية سلطة بحق اشخاص، شعوب أو اتنيات، على اساس الاختلافات المرتكزة الى عوامل وراثية، هو اعتداء على البشرية جمعاء"

الاثنين, 23 فبراير 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – "كل كائن بشري هو اكثر بكثير من تركيبة معلوماتية وراثية تنتقل إليه من خلال الوالدين، وكل كائن جديد يبصر النور في هذا العالم هو خلق جديد. وبالتالي، للدخول في سر الحياة، ينبغي على العلم ان لا يعزل نفسه، معتبراً بأن له الكلمة الأخيرة." هذا ما شدد عليه بندكتس السادس عشر في كلمته – في الحادي عشر من فبراير – الى المشركين في المؤتمر العالمي "تحديات الوراثة وخطر تحسين النسل"، برعاية الاكاديميا الحبرية للحياة، بمناسبة انعقاد جمعيتها العامة الـ 15.

وذكر البابا في كلمته أنه من منتصف القرن الثامن عشر – عندما اكتشف الأباتي غريغوريو منديل قوانين وراثة الأطباع – حقق هذا العلم تقدماً..." تلك المعارف هي ثمرة عبقرية علماء عديدين وجهودهم الحثيثة، وتتيح توفير علاجات هادفة لتخفيف أوجاع المرضى ومعاناتهم وتعيد إليهم الرجاء والأمل."

وسلط الأب الأقدس الضوء على "تعب الباحث" في هذه القطاعات المعقدة من العلم، والتي تتطلب تعاوناً بين مختلف العلوم". وقال قداسته بأن الإنسان اكبر من كل ما يكون جسده، فهو في الواقع يحمل في ذلته قوى العقل، المنبسك امام الحقيقة حول الإنسان نفسه والعالم".

وتوقف البابا عند وضوع المؤتمر، متحدثاً عن أخطار تحسين النسل الذي عرف في الماضي أشكالاً بغيضة وعديدة من التمييز العرقي ولا يقبل أي منطق بشري بالعنف الذي مارسته بعض الأنظمة أو كان وليد حقد تجاه عرق وشعب ما، لأن حقوق الإنسان الأساسية راسخة في الضمائر وعبرت عنها بقوة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان."

وشدد البابا على ان كل تمييز تقوم به اية سلطة بحق اشخاص، شعوب أو اتنيات، على اساس الاختلافات المرتكزة الى عوامل وراثية، هو اعتداء على البشرية جمعاء. جميع البشر متساوون في الكرامة، ولا يمكن ابداً للنمو البيولوجي، النفسي، الثقافي أو الصحي أن يكون عناصرة للتمييز. بل على العكس من الضروري تعزيز ثقافة قبول الآخر والمحبة، والتضامن مع المتألمين، مدمرين الحواجز التي غالباً ما تبنيها المجتمعات. فإذا أصبح الإنسان ساحة للاختبار منذ بداية نموه، فهذا يعني بأن البيوتكنولوجيات الطبية خاضعة لأحكام وقرارات الأقوى". (وكالة فيدس 23-02-2009)


مشاركة: