الفاتيكان - بندكتس السادس عشر: "في كلّ محنة، في مختلف أنحاء العالم، تعاني الكنيسة من الاضطهاد ولكنها تخرج منتصرة"

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) - "في كلّ عصر، تستمر الكنيسة بنور وقوّة الله الذي يغذيها في الصحراء بخبز كلمته وبالافخارستيا. وهكذا في كلّ محنة، من خلال جميع الصعوبات التي تواجهها عبر الأزمنة وفي مختلف أنحاء العالم، تعاني الكنيسة من الاضطهاد ولكنها تخرج منتصرة. وفي هذا العالم، تشكّلُ الجماعة المسيحية حضورَ وضمان حبّ الله ضدّ جميع الايدولوجيات والكراهية والأنانية". إنّها كلمات قداسة البابا بندكتس السادس عشر خلال تكريمه سيدة الحبل بلا دنس في ساحة اسبانيا في روما.

وواصل بندكتس السادس عشر بالقول: "الفخ الوحيد الذي على الكنيسة أن تخشى منه هو خطيئة أعضائها. فبينما مريم هي بلا دنس، خالية من كلّ دنس الخطيئة، فالكنيسة مقدسة ولكنها في الوقت ذاته تتسمُ بخطايانا. ولذلك فشعب الله، الحاج في الزمان، يتوجّه إلى أمّه السماوية ويطلب منها العون لكي ترافق مسيرة الإيمان وتشجّع عمل الحياة المسيحية وتعطي عونًا لرجائنا. نحنُ بحاجة لذلك، وخاصةً في هذه اللحظات الصعبة في إيطاليا وأوروبا وأنحاء مختلفة من العالم. فلتساعدنا مريم على رؤية النور خلف الضباب الذي يبدو وكأنّه يخفي الحقيقة". وفي حديثه ذكر قداسة البابا بأنّ "المرأة" في سفر الرؤيا هي مريم. "تبدو "ملتحفة بالشمس"، أي ملتحفة بالله. فالعذراء مريم محاطة كليًا بنور الله وتعيش في الله ... هذه المرأة تضعُ القمر تحت قدميها، علامة الموت والفناء. ومريم مرتبطة كليًا بنصر يسوع المسيح ابنها على الخطيئة والموت ... وعلى رأس المرأة الملتحفة بالشمس تاجٌ مع اثنتي عشرة نجمة". هذه العلامة ترمز إلى قبائل اسرائيل الاثني عشر وتعني بأنّ العذراء مريم هي في وسط شعب الله وجماعة القديسين". "المرأة الملتحفة بالشمس"، بالإضافة إلى كونها تمثّل العذراء، تجسّد الكنيسة، الجماعة المسيحية في جميع الأزمنة. فهي حامل، بمعنى أنّها تحملُ في بطنها المسيح وعليها أن تلده للعالم. وهذا هو عمل الكنيسة التي تحجّ على الأرض، التي في وسط تعزية الله والاضطهادات في العالم، عليها أن تحمل يسوع للبشر.

ولذلك، ولكي تحمل يسوع، تلاقي الكنيسة الرفض من خصم وحشي يتمثلُ في سفر الرؤيا في "التنين الأحمر العظيم". هذا التنين حاول عبثًا افتراس يسوع ... ولأنّ يسوع، بموته وقيامته، صعد إلى الله وجلس على عرشه، فالتنين المهزوم إلى الأبد في السماء يوجّه هجماته إلى المرأة - الكنيسة - في صحراء العالم". (SL) (وكالة فيدس 9-12-2011).